<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الّلهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وصحبة الاخيار المنتجبين وعجل فرج قائم ال محمد
,’ السلام عليكم ورحمة الله ولطفه وبركاته ’,
.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
.
.
حوار صريح مع إبليس
.
لأنه عدوك الذي يلاحقك أينما تكون؛ ليفسد عليك دنياك قبل آخرتك..
هل أعددت له أسلحتك لتحملها معك حتى تدافع بها عن نفسك؟!
.
لهذا أكاد أزعم أن هذا الكتاب مما لا غنى لك عن قراءته..!!
لأنه يفضح الكثير من مكائد إبليس ومداخله التي لا نفقهها أو ننتبه لها..
.
ولأنه يعطيك الأسلحة على نوعين:
الأسلحة الروحية الممتثلة في العبادات والصلوات والدعاء والقرآن والأحراز وغيرها..
والأسلحة التطبيقية البسيطة الأخرى التي يمكن لأي إنسان القيام دوم أدنى مشقة كـَ تلك المتعلقة بالنوم والأكل والشرب واللبس والتخلي وتربية بعض الطيور وسائر سلوكيات الحياة..
.
إلى جانب أنه يستعرض أكبر قصة عدائية عرفها التاريخ بين إبليس وآدم، كاشفاً بعض الجوانب التي يظن الكثيرون معرفتها..
.
وللعلم أقول: أنني ابتعدت عن الخيال وتحاشيته إلا في بداية الحوار ونهايته وطبيعة فكرة محاورة إبليس بالطبع..
.
وكل ما جرى على لساني ولسانه في غير ذلك من أحاديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأكرمين (سلام الله عليهم) الواردة في كتب الأحاديث والسير المعتبرة، ولم أتصرف في كل ذلك بشيء أبدًا..
فلا يوسوس لك إبليس ويصرفك عن قراءته والاستفادة مما جاء فيه.
• الكاتب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم...
•• إبليس: لحظة..!! قبل أن تكمل! كيف تدعوني للحوار ثم تتعوذ مني؟! ألا ترى تناقضاً؟! فإن لم ترحب بي وهو الأولى لأنني في الحد الأدنى ضيفك الآن، فلا أقل من لا تتعوذ مني!! هذا ما يحث عليه دينك من احترام الضيف وحسن استقباله؟!
_________________
.
• أعوذ بالله!! إبليس الرجيم بنفسه يتكلم عن الدين ويحث عليه؟! إن هذا لعجب!!
•• وتكرر تعوذك؟! كيف سيكون هذا الحوار وأنت تثير أعصابي وتجعلني أبدو مشوشاً ومضطرباً؟!
_________________
.
• ولِمَ كل هذا؟! لأني تعوّذت منك؟! سبحان الله! صدقني إني لأتعجب لأمرك! كل هذا الانفعال للاستعاذة؟! لا بد أن هناك سر!!
•• ألا تعلم من استعاذ منّي كل يوم عشر مرات وكَل الله عليه ملكاً يدفعني عنه كما يدفع الإبل الغريب عن الحوض..!! ثم ألا تعلم أن من قال: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) صادقاً بحقّ، خرج من قبضتي ودخل عصمة الله..!! فما أفعل أنا لمن دخل في عصمة الله؟!
لا أريد أن أسترسل رغم علمي أنني قد أغريك بهذا الأسلوب بالتعوذ مني.. ولكني أقول لك إن كنت تريد أن يكون حوارك معي هادئاً؛ فلابد أن لا توتر أعصابي أو تزعجني وليكن الحديث مجدياً.
_________________
.
• الهدوء وحده لا يكفي فـَ لكي يكون الحديث مجدياً ومفيداً؛ لابد أن تعدني أن تجيب على أسئلتي أياً كانت ومهما كانت بصدق وصراحة.
•• أحس أنك أوقعتني أو تكاد توقعني في فخ بهذا اللقاء، ففي حياتي كلها لم أجري حواراً مع أحد من أبناء آدم كما معك الآن.. لكني أعدك بشرفي أجيبك على جميع أسئلتك بصدق وصراحة وشفافية.
_________________
.
• بشرفك؟! ما أظن إلا هذا أول كذبة.
•• دع عنك مثل هذه الأساليب وابدأ بطرح أسئلتك وإلا قمت عنك.
_________________
.
• حسناً في الحقيقة أنا محتار فيما أبدأ الحديث وأي سؤال أطرحه عليك من بين أسئلتي الكثيرة، ولكني أرجح أن أسألك عن سر عدائيتك وكراهيتك المفرطة للإنسان.
•• وإذن تريد أن أحدثك عن قصتي مع آدم أولاً!!
_________________
.
• أجد ذلك مدخلاً منطقياً للحديث.
•• ولتكن الصورة كاملة؛ فإني سأرجع في حديثي معك إلى ما قبل خلق آدم؛ حيث كان في السماء من العابدين المشتغلين بالعبادة عن كل شيء وقد عبدت الله سنة من سنيَ السماء فإذا كان اليوم الواحد في السماء مقداره خمسين ألف سنة من الدنيا، فإن عبادتي تعادل مائة وتسعة مليار وخمسمائة مليون سنة من سنيَ الأرض.
_________________
.
• حقاً..!!!
•• وقد كانت الملائكة تراني كذلك حتى لقبتني بطاووس الملائكة، ومازلت كذلك حتى شاء الله أن يخلق آدم؛ فقال: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} فقالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ} فأجابها: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} فظنت الملائكة أن الله قد غضب عليها فقامت تسبحه وتقدسه وتطوف بالبيت المعمور في السماء والذي هو أقرب ما تكون عليه الكعبة في الأرض، بل إنها توازيه تماماً، فلو سقط منه حجر مستقيما لسقط على الكعبة، وهكذا فقد ظلت الملائكة تطوف حول البيت المعمور وتستغفر، وأما أنا فقد نزلت إلى الأرض وصرخت: أيتها الأرض! أتيتك ناصحاً! إن الله شاء أن يخلق منكِ أفضل الخلائق، وأخشى أن يعصي الله فيدخل النار!! وحينها ستدخلين النار أيضا بسببه، فإن جاء الملائكة يأخذون من ترابك اقسمي عليهم بالرب العظيم أن لا يأخذوا من ترابكِ.
_________________
.
• ومن هنا بدأت مخالفتك؟!
•• فلما أراد الله أن يخلق آدم أمر جبرائيل ليأتي بقبضة من أديم الأرض ليخلق منها خلقاً جديداً، فأتاها جبرائيل فاقشعرت الأرض، وسألته بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئاَ، فأمره الله بالانصراف، وجاء بعده ميكائيل فكان من الأرض ما كان فانصرف أيضاً, فجاء إسرافيل فجرى معه مثلما جرى مع سابقيه، فبعث الله عزرائيل واقشعرت الأرض مرة أخرى وسألته بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئاَ. فقال عزرائيل: قد أمرني ربي بأمر أنا ماضٍ سرّكِ أم ساءكِ. فقبض منها قبضة كما أمره الله ثم صعد بها إلى موقفه فقال له الله: كما وليت بقبضها من الأرض كذلك تلي قبض أرواح كل من عليها وكل من قضيت عليه الموت حتى يوم القيامة.
_________________
.
• فما كان من شأن القبضة؟!
•• عُجنت بالماء العذب والملح، ورُكبت فيها الطبائع، وقبل أن ينفخ فيها الله الروح، خلق آدم من أديم الأرض، وطرحه كالجبل العظيم, وكان جسده طيباً، تمرّ به الملائكة فتقول: لأمر ما خُلقت؟!
_________________
.
• وأنت ما كان شأنك معه؟!
•• كنت يومئذ خازناً على السماء الخامسة، وكنت أدخل من فمه وأخرج من دبره، ثم أضرب بيدي على بطنه، فأقول: لأيّ أمرٍ خلقت؟! لئن جُعلت فوقي لا أطعتك، وإن جُعلت أسفل مني لأعينك, فلذلك أصبح ما في جوف آدم منتناً غير طيب وذلك علة الغائط.
_________________
.
• فإذن مسألة عدائك لآدم لم تكن إلا لكونه أعلى منك شأناً ليس إلا!!
•• ومكث آدم ملقىً ألف سنة، ثم نفخ الله فيه الروح، فلما بلغت روحه إلى دماغه، تحرك آدم وجلس ثم عطس، فألهمه الله أن يقول: (الحمد لله) فقال الله له: (يرحمك الله) ولذلك ما من شيء أشدّ عليّ من تسميت العاطس.
_________________
.
• أتذكر حتى هذا الموقف!!
•• وكيف أنسى؟! وقد نظرت إلى آدم حينها نظرة لم أدخر منها شيئاً من جسدي وحقدي عليه.
_________________
.
• ثم جاء أمر السجود لآدم تكريماً له واعترافاً بمقامه الرفيع.
•• أمر السجود جاء من قبل إذ قال الله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ۞ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} (28-29) سورة الحجر.
_________________
.
• دعني أكمل؛{فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ۞ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ۞ قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}.
•• كما أني قلت له: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}. وقلتُ: يا ربّ اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدك لها ملك مقرب ولا نبي مرسل؛ ولكن الله تعالى قال لي: لا حاجة إلى عبادتك؛ إنما أريد أن اُعبَد من حيث أريد لا من حيث تريد. وقال: {إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ۞ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} فقلت: يا ربّ!! أنت العدل الذي لا يجور، فما جزاء عبادتي إياك؟! فقال لي: سل ما تريد!! فنظرتُ لآدم نظرة أودعتها كلّ بغضي وحقدي، وقلت: لا يوُلد له مولود إلا ولد لي مثله، وأن أجري منهم مجرى الدم في العروق، وأن تجعل صدورهم أوطانا ومساكناً لي، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وشمالهم. فقال لي: لك ذلك. فقلت: {رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قال:{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِين ۞ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}. فاستدرت لأخرج من الجنة، ومازلت أنظر في وجه آدم، وقلت: {رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۞ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} وقال: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ۞ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ۞ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ}.
وبدأت بالخروج وعاهدت نفسي حينها وأقسمت بربي: وعزتك وجلالك وعظمتك لا أفارق ابن آدم حتى تفارق روحه جسده. فقال الله: وعزتي وجلالي وعظمتي لا أحجب التوبة عن عبدي حتى يغرغر بها. وخرجتُ من الجنة مطروداً من رحمة الله وسميت من اليوم بإبليس!!
_________________
.
• أفهم من كلامك أن إبليس ليس اسمك الحقيقي إنما كان لك اسم غيره؟!
•• سميت من ذلك اليوم بـِ (إبليس) أي: العاصي اليائس من رحمة الله. و(الرجيم) أي: المضروب المرجوم بالحجارة والمطرود من السماء ورحمة الله. وأما اسمي الحقيقي فهو: (الحارث) وكنيتي: (أبا مُرّة).
_________________
.
• ما كان موقف آدم إزاء ما جرى؟!
•• لما أعطاني الله ما أعطاني من القوة قال آدم: يا ربّ سلطت إبليس على وُلدي، وأجريته منهم مجرى الدم في العروق، وأعطيته ما أعطيته، فـ مالي ولوُلدي؟! قال الله: لك ولُولدك من همّ بحسنة أن يعملها كتبت حسنة، وإن فعلها كتبت له عشر حسنات، ومن همّ بالسيئة أن يعملها لا أكتب عليه، وإن عملها كتبت له سيئة واحدة. قال آدم: يا ربّ زدني, قال الله: التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم. قال آدم: يا ربّ زدني. قال الله: أغفر ولا أبالي. قال آدم: يا رب حسبي.
_________________
.
• وماذا عن الملائكة؛ أما كان لهم موقف؟!
•• وكيف لا يكون!! فقد استعظموا في البداية عصياني ورفضي السجود لآدم، وهم الذين كانوا يحسبوني منهم، ولم يعلموا أني من الجن, ثم أشفقوا على بني آدم ورقت قلوبهم، وقالوا: يا إلهنا كيف يتخلصون من إبليس مع كونه مستولياً عليهم من بين أيديهم وخلفهم وعن أيمانهم وشمالهم؟! فقال الله لهم: بقي لعبدي جهتان: الفوق والتحت, فإذا رفع يديه إلى فوق في الدعاء على سبيل الخضوع, ووضع جبهته على الأرض على سبيل الخشوع، غفرت له ذنب سبعين سنة.
_________________
.
• وكيف تربصت بآدم بعد طردك في ذلك اليوم؟!
•• منذ يوم الخميس الذي صادف طردي والذي لا يفارقني أبداً، استعلت نار غضبي على آدم وعلى سيليه، وبدأت أتحين الفرص له وأتبع أموره إلى أن خُلقت حواء، إلى أن ناداه الله: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} فقلت لنفسي: أتى المحظور!! وإن خطيئتهما لا تكون إلا فيه، لأوسوس لهما.
_________________
.
• وكيف وسوست لهما وهما في الجنة وأنت مطرود منها؟!
•• كنت أعلم أني لا أقدر على الدخول إلى الجنة بنفسي، ولكني وقفت قريباً منها حتى رأيت الحية, فقلت لها: أدخليني للجنة وأنا أعلمكِ الاسم الأعظم. فقالت الحية: الملائكة تحرس الجنة فيرونك! فقلت لها: إن أنا دخلت في فمكِ وأطبق عليّ، استطعتِ إدخالي. ففعلت ولذلك صار السمّ في فمها إلى مكان جلوسي فيها!!
_________________
.
• وأدخلتك الجنة؟!
•• وهي تظن أني سأعطيها الاسم الأعظم الذي لو كان عندي لما احتجت إليها أصلاً!!
_________________
.
• يا لك من مخادع..!!
•• حتى رأيتُ آدم وحواء فقلتُ لهما وكأنها هي التي تخاطبهما {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} أو لا تحسبان أن تكونا من الخالدين أو ملكين؟! فهذه شجرة الخلد؟! إن الله لا يريدكما معه في الخلد وإنما يريد أن يختصّ بها لوحده فقط، ثم ما الضرر في أن تأكلا منها ما دامت النتيجة الخلد في الجنة؟! ثم أنكما إن لم تأكلا منها ستخرجان من الجنة عاجلاً.
_________________
.
• أيها الرجيم، وصدقاك؟!
•• ولمَ لا!! وقد أقسمت لهما بالله وبالأيمان الغليظة العظيمة، أني لهما من الناصحين، وما كانا يظنان أن هناك من يجرأ على القسم بما أقسمت به ويكون كاذباً، وما أن مدا أيديهما إلى الشجرة حتى تطاير ما عليهما من الحُلي والحلل، وبقيا عريانين، {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} فوضع آدم يده على عورته والأخرى على رأسه، وكذلك فعلت حواء، كما هو شأن العراة، وقالا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} قال: {اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} قال: {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ}.
وهبطنا جميعاً، هبط آدم في سرنديب, وزوجته حواء في جدة، قبل أن يلتقيا مرة أخرى، وهبطت الحيّة في سقطرى، ولا زوج لها، وهبطت أنا في أصفهان، ولا زوجة لي، فكنت أول من ألوط بنفسي، وكذلك الحيّة، بينما كانت ذرية آدم من زوجته.
_________________
.
• بم شعرت حينها وقد حل بآدم ما حل؟!
•• تغنيتُ ونخرتُ نخرة من شدة فرحي بما حل به، بينما كان آدم يبكي وتجري دموعه من عينيه حسرة وندماً، وقد ظل كذلك مائة سنة!! وقد خرج من عينه اليمنى مثل دجلة، وخرج من عينه اليسرى مثل الفرات، إلى أن قبل الله توبته واجتباه وهدى.
_________________
.
• فكيف عاش حياته على الأرض بعد ذلك؟!
•• أمر الله بالحرث والزرع وطرح عليه غرساً من غروس الجنة، فأعطاه النخل والزيتون والرمان، فغرسها لتكون له ولذريته، وأكل من ثمارها، وقد خاطبته أنا يوماً: يا آدم! هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الأرض وقد كنت بها قبلك؟! ائذن لي أن آكل منه شيئاً، فأبى أن يطعمني، فذهبت بعد زمن لحواء وقلت لها: إنه قد أجهدني الجوع والعطش، فقالت :إن آدم قد عهد إليَ أن لا أطعمك شيئاً من هذا الغرس لأنه من الجنة, ولا ينبغي لك أن تأكل منه, فقلت: فاعصري في كفي منه شيئا, فأبت، فقلت: أمصه ولا آكله, فأعطتني عنقودا من عنب وثمر، فمصصته ثم عضضته فجذبته حواء من فمي فأوحى الله لآدم: إن عدوي وعدوك إبليس مصه, وقد حرَمت عليك من عصيره الخمر ما خالطه نفس إبليس. فحرمتُ الخمر! ثم إني ذهبت وبعد زمن طويل فبلت في أصل الكرامة والنخلة، فجرى الماء في عروقهما ببولي، فمن ثم يختمر العنب والتمر فصار كل مختمر خمراً, وحرم الله الخمر وكل مسكر.
_________________
.
بقدرة الله وقوته يتم البحث نرجو الفائده للجميع .
</BLOCKQUOTE>الّلهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وصحبة الاخيار المنتجبين وعجل فرج قائم ال محمد
,’ السلام عليكم ورحمة الله ولطفه وبركاته ’,
.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
.
.
حوار صريح مع إبليس
.
لأنه عدوك الذي يلاحقك أينما تكون؛ ليفسد عليك دنياك قبل آخرتك..
هل أعددت له أسلحتك لتحملها معك حتى تدافع بها عن نفسك؟!
.
لهذا أكاد أزعم أن هذا الكتاب مما لا غنى لك عن قراءته..!!
لأنه يفضح الكثير من مكائد إبليس ومداخله التي لا نفقهها أو ننتبه لها..
.
ولأنه يعطيك الأسلحة على نوعين:
الأسلحة الروحية الممتثلة في العبادات والصلوات والدعاء والقرآن والأحراز وغيرها..
والأسلحة التطبيقية البسيطة الأخرى التي يمكن لأي إنسان القيام دوم أدنى مشقة كـَ تلك المتعلقة بالنوم والأكل والشرب واللبس والتخلي وتربية بعض الطيور وسائر سلوكيات الحياة..
.
إلى جانب أنه يستعرض أكبر قصة عدائية عرفها التاريخ بين إبليس وآدم، كاشفاً بعض الجوانب التي يظن الكثيرون معرفتها..
.
وللعلم أقول: أنني ابتعدت عن الخيال وتحاشيته إلا في بداية الحوار ونهايته وطبيعة فكرة محاورة إبليس بالطبع..
.
وكل ما جرى على لساني ولسانه في غير ذلك من أحاديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأكرمين (سلام الله عليهم) الواردة في كتب الأحاديث والسير المعتبرة، ولم أتصرف في كل ذلك بشيء أبدًا..
فلا يوسوس لك إبليس ويصرفك عن قراءته والاستفادة مما جاء فيه.
• الكاتب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم...
•• إبليس: لحظة..!! قبل أن تكمل! كيف تدعوني للحوار ثم تتعوذ مني؟! ألا ترى تناقضاً؟! فإن لم ترحب بي وهو الأولى لأنني في الحد الأدنى ضيفك الآن، فلا أقل من لا تتعوذ مني!! هذا ما يحث عليه دينك من احترام الضيف وحسن استقباله؟!
_________________
.
• أعوذ بالله!! إبليس الرجيم بنفسه يتكلم عن الدين ويحث عليه؟! إن هذا لعجب!!
•• وتكرر تعوذك؟! كيف سيكون هذا الحوار وأنت تثير أعصابي وتجعلني أبدو مشوشاً ومضطرباً؟!
_________________
.
• ولِمَ كل هذا؟! لأني تعوّذت منك؟! سبحان الله! صدقني إني لأتعجب لأمرك! كل هذا الانفعال للاستعاذة؟! لا بد أن هناك سر!!
•• ألا تعلم من استعاذ منّي كل يوم عشر مرات وكَل الله عليه ملكاً يدفعني عنه كما يدفع الإبل الغريب عن الحوض..!! ثم ألا تعلم أن من قال: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) صادقاً بحقّ، خرج من قبضتي ودخل عصمة الله..!! فما أفعل أنا لمن دخل في عصمة الله؟!
لا أريد أن أسترسل رغم علمي أنني قد أغريك بهذا الأسلوب بالتعوذ مني.. ولكني أقول لك إن كنت تريد أن يكون حوارك معي هادئاً؛ فلابد أن لا توتر أعصابي أو تزعجني وليكن الحديث مجدياً.
_________________
.
• الهدوء وحده لا يكفي فـَ لكي يكون الحديث مجدياً ومفيداً؛ لابد أن تعدني أن تجيب على أسئلتي أياً كانت ومهما كانت بصدق وصراحة.
•• أحس أنك أوقعتني أو تكاد توقعني في فخ بهذا اللقاء، ففي حياتي كلها لم أجري حواراً مع أحد من أبناء آدم كما معك الآن.. لكني أعدك بشرفي أجيبك على جميع أسئلتك بصدق وصراحة وشفافية.
_________________
.
• بشرفك؟! ما أظن إلا هذا أول كذبة.
•• دع عنك مثل هذه الأساليب وابدأ بطرح أسئلتك وإلا قمت عنك.
_________________
.
• حسناً في الحقيقة أنا محتار فيما أبدأ الحديث وأي سؤال أطرحه عليك من بين أسئلتي الكثيرة، ولكني أرجح أن أسألك عن سر عدائيتك وكراهيتك المفرطة للإنسان.
•• وإذن تريد أن أحدثك عن قصتي مع آدم أولاً!!
_________________
.
• أجد ذلك مدخلاً منطقياً للحديث.
•• ولتكن الصورة كاملة؛ فإني سأرجع في حديثي معك إلى ما قبل خلق آدم؛ حيث كان في السماء من العابدين المشتغلين بالعبادة عن كل شيء وقد عبدت الله سنة من سنيَ السماء فإذا كان اليوم الواحد في السماء مقداره خمسين ألف سنة من الدنيا، فإن عبادتي تعادل مائة وتسعة مليار وخمسمائة مليون سنة من سنيَ الأرض.
_________________
.
• حقاً..!!!
•• وقد كانت الملائكة تراني كذلك حتى لقبتني بطاووس الملائكة، ومازلت كذلك حتى شاء الله أن يخلق آدم؛ فقال: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} فقالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ} فأجابها: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} فظنت الملائكة أن الله قد غضب عليها فقامت تسبحه وتقدسه وتطوف بالبيت المعمور في السماء والذي هو أقرب ما تكون عليه الكعبة في الأرض، بل إنها توازيه تماماً، فلو سقط منه حجر مستقيما لسقط على الكعبة، وهكذا فقد ظلت الملائكة تطوف حول البيت المعمور وتستغفر، وأما أنا فقد نزلت إلى الأرض وصرخت: أيتها الأرض! أتيتك ناصحاً! إن الله شاء أن يخلق منكِ أفضل الخلائق، وأخشى أن يعصي الله فيدخل النار!! وحينها ستدخلين النار أيضا بسببه، فإن جاء الملائكة يأخذون من ترابك اقسمي عليهم بالرب العظيم أن لا يأخذوا من ترابكِ.
_________________
.
• ومن هنا بدأت مخالفتك؟!
•• فلما أراد الله أن يخلق آدم أمر جبرائيل ليأتي بقبضة من أديم الأرض ليخلق منها خلقاً جديداً، فأتاها جبرائيل فاقشعرت الأرض، وسألته بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئاَ، فأمره الله بالانصراف، وجاء بعده ميكائيل فكان من الأرض ما كان فانصرف أيضاً, فجاء إسرافيل فجرى معه مثلما جرى مع سابقيه، فبعث الله عزرائيل واقشعرت الأرض مرة أخرى وسألته بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئاَ. فقال عزرائيل: قد أمرني ربي بأمر أنا ماضٍ سرّكِ أم ساءكِ. فقبض منها قبضة كما أمره الله ثم صعد بها إلى موقفه فقال له الله: كما وليت بقبضها من الأرض كذلك تلي قبض أرواح كل من عليها وكل من قضيت عليه الموت حتى يوم القيامة.
_________________
.
• فما كان من شأن القبضة؟!
•• عُجنت بالماء العذب والملح، ورُكبت فيها الطبائع، وقبل أن ينفخ فيها الله الروح، خلق آدم من أديم الأرض، وطرحه كالجبل العظيم, وكان جسده طيباً، تمرّ به الملائكة فتقول: لأمر ما خُلقت؟!
_________________
.
• وأنت ما كان شأنك معه؟!
•• كنت يومئذ خازناً على السماء الخامسة، وكنت أدخل من فمه وأخرج من دبره، ثم أضرب بيدي على بطنه، فأقول: لأيّ أمرٍ خلقت؟! لئن جُعلت فوقي لا أطعتك، وإن جُعلت أسفل مني لأعينك, فلذلك أصبح ما في جوف آدم منتناً غير طيب وذلك علة الغائط.
_________________
.
• فإذن مسألة عدائك لآدم لم تكن إلا لكونه أعلى منك شأناً ليس إلا!!
•• ومكث آدم ملقىً ألف سنة، ثم نفخ الله فيه الروح، فلما بلغت روحه إلى دماغه، تحرك آدم وجلس ثم عطس، فألهمه الله أن يقول: (الحمد لله) فقال الله له: (يرحمك الله) ولذلك ما من شيء أشدّ عليّ من تسميت العاطس.
_________________
.
• أتذكر حتى هذا الموقف!!
•• وكيف أنسى؟! وقد نظرت إلى آدم حينها نظرة لم أدخر منها شيئاً من جسدي وحقدي عليه.
_________________
.
• ثم جاء أمر السجود لآدم تكريماً له واعترافاً بمقامه الرفيع.
•• أمر السجود جاء من قبل إذ قال الله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ۞ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} (28-29) سورة الحجر.
_________________
.
• دعني أكمل؛{فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ۞ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ۞ قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}.
•• كما أني قلت له: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}. وقلتُ: يا ربّ اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدك لها ملك مقرب ولا نبي مرسل؛ ولكن الله تعالى قال لي: لا حاجة إلى عبادتك؛ إنما أريد أن اُعبَد من حيث أريد لا من حيث تريد. وقال: {إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ۞ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} فقلت: يا ربّ!! أنت العدل الذي لا يجور، فما جزاء عبادتي إياك؟! فقال لي: سل ما تريد!! فنظرتُ لآدم نظرة أودعتها كلّ بغضي وحقدي، وقلت: لا يوُلد له مولود إلا ولد لي مثله، وأن أجري منهم مجرى الدم في العروق، وأن تجعل صدورهم أوطانا ومساكناً لي، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وشمالهم. فقال لي: لك ذلك. فقلت: {رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قال:{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِين ۞ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}. فاستدرت لأخرج من الجنة، ومازلت أنظر في وجه آدم، وقلت: {رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۞ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} وقال: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ۞ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ۞ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ}.
وبدأت بالخروج وعاهدت نفسي حينها وأقسمت بربي: وعزتك وجلالك وعظمتك لا أفارق ابن آدم حتى تفارق روحه جسده. فقال الله: وعزتي وجلالي وعظمتي لا أحجب التوبة عن عبدي حتى يغرغر بها. وخرجتُ من الجنة مطروداً من رحمة الله وسميت من اليوم بإبليس!!
_________________
.
• أفهم من كلامك أن إبليس ليس اسمك الحقيقي إنما كان لك اسم غيره؟!
•• سميت من ذلك اليوم بـِ (إبليس) أي: العاصي اليائس من رحمة الله. و(الرجيم) أي: المضروب المرجوم بالحجارة والمطرود من السماء ورحمة الله. وأما اسمي الحقيقي فهو: (الحارث) وكنيتي: (أبا مُرّة).
_________________
.
• ما كان موقف آدم إزاء ما جرى؟!
•• لما أعطاني الله ما أعطاني من القوة قال آدم: يا ربّ سلطت إبليس على وُلدي، وأجريته منهم مجرى الدم في العروق، وأعطيته ما أعطيته، فـ مالي ولوُلدي؟! قال الله: لك ولُولدك من همّ بحسنة أن يعملها كتبت حسنة، وإن فعلها كتبت له عشر حسنات، ومن همّ بالسيئة أن يعملها لا أكتب عليه، وإن عملها كتبت له سيئة واحدة. قال آدم: يا ربّ زدني, قال الله: التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم. قال آدم: يا ربّ زدني. قال الله: أغفر ولا أبالي. قال آدم: يا رب حسبي.
_________________
.
• وماذا عن الملائكة؛ أما كان لهم موقف؟!
•• وكيف لا يكون!! فقد استعظموا في البداية عصياني ورفضي السجود لآدم، وهم الذين كانوا يحسبوني منهم، ولم يعلموا أني من الجن, ثم أشفقوا على بني آدم ورقت قلوبهم، وقالوا: يا إلهنا كيف يتخلصون من إبليس مع كونه مستولياً عليهم من بين أيديهم وخلفهم وعن أيمانهم وشمالهم؟! فقال الله لهم: بقي لعبدي جهتان: الفوق والتحت, فإذا رفع يديه إلى فوق في الدعاء على سبيل الخضوع, ووضع جبهته على الأرض على سبيل الخشوع، غفرت له ذنب سبعين سنة.
_________________
.
• وكيف تربصت بآدم بعد طردك في ذلك اليوم؟!
•• منذ يوم الخميس الذي صادف طردي والذي لا يفارقني أبداً، استعلت نار غضبي على آدم وعلى سيليه، وبدأت أتحين الفرص له وأتبع أموره إلى أن خُلقت حواء، إلى أن ناداه الله: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} فقلت لنفسي: أتى المحظور!! وإن خطيئتهما لا تكون إلا فيه، لأوسوس لهما.
_________________
.
• وكيف وسوست لهما وهما في الجنة وأنت مطرود منها؟!
•• كنت أعلم أني لا أقدر على الدخول إلى الجنة بنفسي، ولكني وقفت قريباً منها حتى رأيت الحية, فقلت لها: أدخليني للجنة وأنا أعلمكِ الاسم الأعظم. فقالت الحية: الملائكة تحرس الجنة فيرونك! فقلت لها: إن أنا دخلت في فمكِ وأطبق عليّ، استطعتِ إدخالي. ففعلت ولذلك صار السمّ في فمها إلى مكان جلوسي فيها!!
_________________
.
• وأدخلتك الجنة؟!
•• وهي تظن أني سأعطيها الاسم الأعظم الذي لو كان عندي لما احتجت إليها أصلاً!!
_________________
.
• يا لك من مخادع..!!
•• حتى رأيتُ آدم وحواء فقلتُ لهما وكأنها هي التي تخاطبهما {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} أو لا تحسبان أن تكونا من الخالدين أو ملكين؟! فهذه شجرة الخلد؟! إن الله لا يريدكما معه في الخلد وإنما يريد أن يختصّ بها لوحده فقط، ثم ما الضرر في أن تأكلا منها ما دامت النتيجة الخلد في الجنة؟! ثم أنكما إن لم تأكلا منها ستخرجان من الجنة عاجلاً.
_________________
.
• أيها الرجيم، وصدقاك؟!
•• ولمَ لا!! وقد أقسمت لهما بالله وبالأيمان الغليظة العظيمة، أني لهما من الناصحين، وما كانا يظنان أن هناك من يجرأ على القسم بما أقسمت به ويكون كاذباً، وما أن مدا أيديهما إلى الشجرة حتى تطاير ما عليهما من الحُلي والحلل، وبقيا عريانين، {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} فوضع آدم يده على عورته والأخرى على رأسه، وكذلك فعلت حواء، كما هو شأن العراة، وقالا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} قال: {اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} قال: {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ}.
وهبطنا جميعاً، هبط آدم في سرنديب, وزوجته حواء في جدة، قبل أن يلتقيا مرة أخرى، وهبطت الحيّة في سقطرى، ولا زوج لها، وهبطت أنا في أصفهان، ولا زوجة لي، فكنت أول من ألوط بنفسي، وكذلك الحيّة، بينما كانت ذرية آدم من زوجته.
_________________
.
• بم شعرت حينها وقد حل بآدم ما حل؟!
•• تغنيتُ ونخرتُ نخرة من شدة فرحي بما حل به، بينما كان آدم يبكي وتجري دموعه من عينيه حسرة وندماً، وقد ظل كذلك مائة سنة!! وقد خرج من عينه اليمنى مثل دجلة، وخرج من عينه اليسرى مثل الفرات، إلى أن قبل الله توبته واجتباه وهدى.
_________________
.
• فكيف عاش حياته على الأرض بعد ذلك؟!
•• أمر الله بالحرث والزرع وطرح عليه غرساً من غروس الجنة، فأعطاه النخل والزيتون والرمان، فغرسها لتكون له ولذريته، وأكل من ثمارها، وقد خاطبته أنا يوماً: يا آدم! هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الأرض وقد كنت بها قبلك؟! ائذن لي أن آكل منه شيئاً، فأبى أن يطعمني، فذهبت بعد زمن لحواء وقلت لها: إنه قد أجهدني الجوع والعطش، فقالت :إن آدم قد عهد إليَ أن لا أطعمك شيئاً من هذا الغرس لأنه من الجنة, ولا ينبغي لك أن تأكل منه, فقلت: فاعصري في كفي منه شيئا, فأبت، فقلت: أمصه ولا آكله, فأعطتني عنقودا من عنب وثمر، فمصصته ثم عضضته فجذبته حواء من فمي فأوحى الله لآدم: إن عدوي وعدوك إبليس مصه, وقد حرَمت عليك من عصيره الخمر ما خالطه نفس إبليس. فحرمتُ الخمر! ثم إني ذهبت وبعد زمن طويل فبلت في أصل الكرامة والنخلة، فجرى الماء في عروقهما ببولي، فمن ثم يختمر العنب والتمر فصار كل مختمر خمراً, وحرم الله الخمر وكل مسكر.
_________________
.
بقدرة الله وقوته يتم البحث نرجو الفائده للجميع .
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:53 am من طرف samehfr
» حظك اليوم2-12-2011 , حقيقة الابراج , شاهد برجك
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:49 am من طرف samehfr
» القاب الرجال والنساء من كل برج
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:48 am من طرف samehfr
» فقط فتشي عن برجكِ لتعرفي أي نوع من الأمهات أنتِ
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:48 am من طرف samehfr
» ابراج اليوم الاربعاء 4-4-2012 الابراج الفلكية الأبراج ليوم 4-4-2012
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:48 am من طرف samehfr
» برجك يوم الثلاثاء(25/10/2011)
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:47 am من طرف samehfr
» ابراج يوم 24/6/2011
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:46 am من طرف samehfr
» حظــــــــــــــك ليـــــــوم الاربعـــــــــــاء 26/10/2011
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:45 am من طرف samehfr
» تحليل شخصيتك اكتشفها بنفسك
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:45 am من طرف samehfr
» مقياس عصبية كل برج
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:45 am من طرف samehfr