مرحبا يا إخواني وأخواتي الاعزاء اليوم انقل لكم قصة دندوشة
وعاشقها السيد محسن اتمنى ان تنال إعجابكم وقد حاولت شرح بعض الابيات
الصعبة ...
أسأل الله العلي القدير ان يجنبنا جميعا هذه المعاناة وتحياتي لكم ومتعة المطالعة ...
في زمن ناصر باشا السعدون مؤسس مدينة الناصرية. وفي عام 1885 تقريبا اشتهرت هناك قصة حب واقعيه بطلتها«دندوشه» أو دنادش كما يود الشاعر محسن السيد نعمه الجابري.. أن يسميها في الغالب. تلك الفتاه التي استلهم منها أعذب أغانيه وكتب فيها(999) بيتا من الشعر وعندما سئل لماذا لم تكمل الرقم إلى الألف فقال إني أرى الرقم -999- اكبر باللفظ من الألف...... فمن هذه الفتاة؟
إنها فتاة جميله جدا تدعى« دندوشه« جاء بها والدها بعد أن أبعده الشيخ ناصر الأشقر عندما كان للأخير الحكم في إمارة المنتفق أو المنتفج أبعده من منطقه ألشطره إلى ألعماره وقد أشار عليه البعض بالسكن بالقرب من السيد محسن لكون الأخير هو ابن خالة الشيخ ناصر. كما يتمتع بنفوذ ومكانة اجتماعـيه بين الناس حيث كان مهاب الجانب لدي الخاصة والعامة ليحتمي والد دندوشه بظله وحمايته فأقاما علاقة ودية بينه و بين الشاعر السيد محسن حيث إن نساء وخدم السيد محسن يقمن بزيارة بيت والد دندوشه وقد نقلن صفات دندوشه وما تتمتع به من جمال إلي مسامع السيد محسن فكان ذالك سببا في دخول هوى دندوشه إلى قلبه.
وكما قال الشاعر العربي بشار بن برد:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة.........والأذن تعشق قبل العين أحيانا
هكذا تمكن هوى دندوشه من التحكم بعاطفته حتى جعله هائما لا يستقر له حال ومما زاد من عشقه لها وبحكم العادات والتقاليد كأبناء الريف انه لا يستطيع رويتها, ولكن هذا لا يمنع الشاعر السيد محسن من البوح بهذا العشق... فكتب فيها الأبيات الشعرية والتي حفظها الرجال وتغنت بها النساء مما ذاع صيته بين القبائل فنصحه معظم الناس بالكف عن هذا العشق خوفا على مكانته الاجتماعية. وخصوصا أبناء عمومته فلم يستمع إلى ذالك من الجميع,
ثم تمر الأيام ثقيلة عليه فيتقدم ليخطبها من أبيها. ولكن أباها رفض الطلب جريا على عادة العرب في السابق حيث لا يزوجون البنت عندما تشاع الأخبار عن علاقتها بشخص آخر و ذلك لإثبات عذريتها .
وقد أدى ذلك إلى تمسك السيد محسن بمحبوبته فأصبح هائما لا يهدا له بال ولا يستقر له حال واصفا ذلك في هذا البيت الشعري....
ابــيا وادي تنابيني ونــــــاوين.................وانا اين
تـوّن دندوشه ابشوگي وناوين............. و انا كذالك
اهلها شلون رادتهم وانـــاوين...............ماهي نيتهم
حچولي بالگطع و اگطعوا بيـــــــه
و قد تزوج في حياته ثمانية نساء, كانت ثلاث منهن قبل أن تدخل دندوشه حياته وكانت من بينهن زليخه أخت الشاعر حسين ألعبادي وهو الرائد في شعر الأبوذية, وقد عاتبته ذات يوم عندما رأت منه الإعراض عن زوجاته و الانشغال بدندوشه, فأجابها..
ثم عاش فتره من الزمن منعزلا عن الناس جاعلا من حب دندوشه سجنه الجميل وعذابه سجانه فكتب يقول.....
ثم وفي موضوع آخر يقول...
يعين الريم يالمارج من احذاي
سهيت وفلتن اجدامي من احذاي
بچیت انه و بچه جاري من احذاي
وبچت حتى *جغاسي* الصالحــيه
وبعدما
وصلت العلاقة إلى ذروتها أخذت لقاءات السيد محسن تتكرر مع عشيقته وذاع خبر
عشقها غير المتكافئ من كل النواحي وكان السيد على عادته يدون كل تفاصيل
هذه اللقاءات رغم السرية التي كانت تطبع هذه المقابلات
فهو
يدون للعشق أكثر مما يحاول التكتم عليه وعلى أسراره، فجميع الحوارات التي
كانت تدور بينه وبينها مع تصوير كامل لكل خصوصيات هذه الفتاة الجميلة:
فقد
بانت (دندوشة) على حالها الحقيقي فرغم النسب المتواضع لهذه الفتاة
"المعيدية" التي لا تليق برجل من ذرية الرسول (ص)، ورغم معاداة جميع الناس
لهذا الحب، لكن السيد غير مكترث بهذه الأمور التي لا تكتسب لديه أية أهمية
من أي نوع، ولم تقف المسألة عند هذا الحد وحسب، بل إن السيد محسن يتجاوز
عدم الاكتراث هذا إلى مناطق اخطر منه وأكثر ممنوعية في العراق الريفي إذ
يعلن عن استعداده أن يتحول من رجل العشيرة الأول إلى "بهلوان" يستجدي نظرة
فرح واحدة من عيون هذه الفتاة "المعيدية" ويعطي وثيقة صريحة لهذا التواضع:
أسوهي شبه المصفر بها الوان
فالظاهر أن السيد محسن كان يفرغ ذلك الكبت المتولد من كثرة اللائمين له على هذا العشق غير المتكافئ، فهو يسرف في التواضع أمام هذه الفتاة عادية النسب بقدر ما يفرط في رسم صورتها الجمالية من خلال حشد هذه الأوصاف الموغلة في الإطراء على هذا الجمال الاستثنائي
فالحالة النفسية للسيد تظهر وتطغى على كل هذه الأبيات المتقدمة التي يحاول فيها حشد كل مفردات الإثارة والجمال وشحنها بحالات الميتافيزيقيا والروح ليعطي للآخرين الصورة الحقيقية لهذا العشق العذري الذي لم ولن ينضبط تحت أية قوانين عرفية واجتماعية في نظره هو لأنه ومن خلال ما تقدم كان يواجه الآخرين، فكان عليه أولا إقناعهم بأن سلطة العشق أقوى من سلطة العرف، ثم يواصل طريقه هذا نحو الحلم الذي كان يحاول الوصول إليه، ولعله كان يعتقد أن مشكلته الوحيدة أمام الحلم هي العرف والفوارق الاجتماعية، التي بينه وبين هذه الفتاة، فزواجه السابق بأكثر من واحدة، بالإضافة إلى المسافة الزمنية بينه وبين "دندوشه" تلك الطفلة التي ربما تكون بعمر حفيدته كل هذه الأشياء كانت بسيطة بالنسبة إليه مادام سيحصل على "دندوشه" ـ الحلم ـ لذلك بادر إلى خطبتها من أهلها رسمياً متناسياً تلك القاعدة المستحيلة الاختراق في الجنوب العراقي التي تنص على أن "البنت لابن عمها" وليس لأحد الاعتراض على ذلك حتى أب البنت نفسه، فلما سمع أبن عمها بذلك بادر إلى "النهي" عليها ومنعها من الزواج من أي احدٍ حتى لو كان السيد محسن الجابري بكامل ثروته الاجتماعية والمادية، متجاهلاً تلك الحالة الروحية المتحدة بين سيد محسن وابنة عمه دندوشه، فهؤلاء الناس لا يعرفون الروح لأنهم موغلون بالمادة والجسد وهذا ما جعل السيد محسن خائفاً من ضياع دندوشه الجميلة
بيا وادي تنابيني وناوين
بعد أن حاول السيد محسن تصديق هذا الخبر، كان عليه أن يعمل شيئاً ما فلم يجد سوى الكلمات لتكون الشاهد على عذابه وشقائه، لكن كلماته هذه المرة جاءت مزيجاً من التناقضات، ففي بدايتها كانت غاية في الرقة والعذوبة والدفء فمن وصف للجدائل "الجعود" بأنها كانت تملأ "الحضن" مروراً بالعيون الناعسة، ووصلاً إلى منبع الورد من أعلى خدود "دندوشه" وانتهاءً بوصفها "درة" ليصل إلى ذروة الحدث، متسائلاً وبكل هذه المقدمات التي ساقها بعذوبة ورومانسية، عن كيفية بيع هذه الدرة إلى فحّام قذر لا يمتلك سوى إتلافها والعبث فيها لكن هذا "الفحّام" لا تهمه هذه الكلمات اللاذعة لأنه لم يكتو بالحب ولم يكابد الشوق الذي كابده السيد محسن و دندوشته المسروقة، فجميع هذه الأبيات التي تقدمت تؤكد إن دندوشه لم تكن اقل قلقاً من محسنها وأنها كانت تواصل مع اللحظة باللحظة والدمعة بالدمعة، ولعل في هذا البيت ما يؤكد ذلك، فهو يقول" تون دندوشة بشوكي ونا وين" فقد كان أنين الشوق متبادلاً بين العاشق الشيخ والمعشوقة الطفلة ليتواصل هذا الأنين مخترقاً كل الممنوعات والمحذورات، ليصل ذروته حينما يتأكد خبر زواجها من ابن عمها، فقد ظل السيد محسن يدون كل ساعات بأبيات توثق المحنة المتبادلة التي يكابدها هذان العاشقان.
وفي إحدى الليالي التي لم ير فيها طعم النوم قال معاتبا محبوبته دندوشه....
من مثلي يون بالكون ون تام... انين تام
بس انه و چثیر الويد ونتام... اصبح بيني و بينه انتماء
علي نومي ايتنغص دوم ونتام... و انتم
سرت بعيونكم نومه هنيـــــه
و أصبح ذات يوم مبكرا فشاهد الإبل بالقرب من بيت والد دندوشه و هي تستعد للرحيل وقد قام الرجال بوضع ألواح من الخشب على ظهر الإبل تسمى *حيازه* فنادى الشاعر السيد محسن على الرجل الذي يقوم بخدمته اسمه *شاطي*...
يشاطي الزمل برك حيزوله....وضعوا له الحواجز
گـــــلوب الرحم گلت حيزوله...............يحجزونه
هم یگبل و اگـــــولن حيزوله.........*الزول* الشكل
هله يالحاشك الباري عليـــــه
و لما اخبره شاطي بأنهم يريدون الرحيل إلى ألبصره التي تسمى آنذاك الميناء. نزل هذا الخبر على قلب و عقل السيد محسن نزول الصاعقة, و في هذا الوقت كان يمسك بإبريق فيه ماء ينوي أداء فرض الصلاة فضل ماسكا بالإبريق سائرا خلف الإبل ينشد الشعر و هو يخاطب قائد الإبل *الحادي*....
يحادي الضعن ريض و انه اسلكم..........وو اسالكم
اريــد ارفج معاكم و انه اسلكم............... سلوة لكم
تره تسلون حيلي و انه اسلكم.... اصيبكم بمرض السل
هوى البيكم تنشه و ماتهيه
******
للميناء اكد غوجي ولاعن....... له اقصد
لحين اينوحن اعليه ولاعن...من اللوعه
بارض المنتفج لا اسكن ولاعن....لااستقر
دندوشه مشت وشبعد ليـــــه
********
محنه مامحن غيري محنه....المحنه
سبيب اشقر على متونه محنه...الحناء
لون بگلب دندوشه محنه....العاطفه
چامن غربت وصت علـــيه
ثم أراد أن يؤرخ يوم الرحيل لما له من وقع في نفسه فقال :
عاش الشاعر السيد محسن بعد رحيل محبوبته دندوشه إلى ارض ألبصره أصعب أيام حياته و كان شارد الذهن لا يستقر له حال. يلاحقه خيال دندوشه وصورتها لا تفارق عينيه و كان أول خبر يصل إلى مسامعه بعد زواج دندوشه وقد رزقت بولد من زوجها فكتب يقول....
تهدي من نسيم الريح يابت
ومن گلبي انگطع بتين يابت
من گــالو دنادش ولد يابت
گلت هالساع صارت موش اليـــــــه
ثم عدل عن رأيه قائلا في نفسه ليس من الوفاء ترك هوى دندوشه والتخلي عنها,,,,
لفه خطچ يدندوشه و تاني.... اتى اليه
ومن حيلي انگطع حبل ال وتاني... الوتين
اظل انطر لبنت بنتچ وتاني..........انتظر
و بلكت من بزرها ايحن عليـــه
وإن كان السيد
محسن قد استعاض عن اسم دندوشه في البيت (ينباع) بأجمل الصفات، فها هو
يستمر في ترصيع أبياته بهذا الاسم الجميل الذي احتل مساحات واسعة من عالمه الشعري، مدوناً أقسى حالات الحزن التي يعيشها بعد صاحبة هذا الاسم، فهو لا يمتلك شيئاً بعدها، وكان وجودها في عالمه أمراً في غاية الضرورة بل هو مرهون بوجوده، لذلك فهو لا يريد أن يستسلم لفترة عدم وجودها وظل يطّوق نفسه بفسحةٍ من أمل أسس لها مجنون ليلى:
وكاد
أن يجمع الشتيتين لولا حبال الفراق المحكمة بإتقان ولؤمٍ، ففي ذات يوم من
الأيام كان السيد محسن الجابري قاصداً إحدى مزارعه في شواطئ الريف العراقي
برفقة ولديه "جابر ونعمة" ونسائه "زنوبه وجغاسي"، لم تكن هذه الأرض
الزراعية قريبة من سكنهم لذلك كان عليهم قطع مسافة ليست بالقصيرة للوصول
إلى هناك، وعندما وصلوا بعد عناء وتعب، ذهب السيد لتفقد أحوال الفلاحين
بينما ظل الولدان يلعبان مع أقرانهما بين خصائل القمح المملوءة بالحياة،
وفي هذه الأثناء علمت دندوشه التي كانت وبمحض الصدفة تعمل هناك في حصاد
القمح مع زوجها، علمت بوجود السيد محسن طبيبها الأول وحبيبها حينما شاهدت
ولديه يلعبان، فقامت إلى "نعمة" فأوصته أن يبلغ أباه بوجودها مؤقتاً في هذه
المزرعة، فحمل "نعمة" وصية معشوقة أبيه بعدم اكتراث بما أنساه أن يخبر
أباه بالوصية لحين عودتهم إلى بيتهم وتحديداً بعد أن قطعوا من المسافة
أكثرها، تذكر "نعمه" ذلك فأخبر أباه بما أحملته دندوشه من كلمات ظاناً
وببلادة الاطفال احياناً بإن هذه الوصية لا تشكل شيئاً مهماً عند أبيه، لكن
ردة الفعل التي واجههم بها أبوه كانت ما لا تترك شيئاً من الشك في قلب أي
إنسان بسمو هذه العلاقة التي لم يؤثر عليها الزمن ولا الظروف التي كانت
تمنع على المرأة الاتصال بأحد مادامت متزوجة، لكن دندوشه بوصيتها لمحسنها
كانت تبادله نفس الشعور المعبأ بالأشواق، لذلك كانت ردة فعل السيد هي أن
ترك أبناءه ونساءه في منتصف الطريق القفر عائداً إلى دندوشه التي كاد أن
يراها لولا بلادة ابنه الذي أراد عقابه على ذلك النسيان فتركه ومن معه
عائداً إلى هناك، فعشق دندوشه طغى على خوفه على أولاده ونسائه. فوصوله إلى
الفلاحين رسم علامات التعجب على وجوههم من رجوعه. كما طبع على شفاههم
علامات التساؤل عن مرافقيه الذين كانوا ضمن مركبه. أراد السيد أن يخفي
إشارات الحزن التي ارتسمت على وجهه، عندما لم يجد دندوشه بين هولاء. لكن
البيت التي تسارعت كلماته بالإفلات لتفضح السيد محسن، حكى جميع الحادثة
للناس وبكل تفاصيلها .
وهكذا ختم الشاعر السيد محسن حياته بعد أن ترك تراثا ضخما من شعر الأبوذية مطبوعا في ذاكرة الزمن و تحتفظ به ذائقة المحبين للأدب الشعبي, رحل تاركا بصمات واضحة في سجل المبدعين كأحد أبناء جيل الرواد الذين أنجبهم رحم مدينة سوق الشيوخ.
ها يا أحبائي شنو رأيكم بالقصة ؟؟؟
أكيد كلكم تأثرتو بحزن وحب العاشقين السيد محسن ودندوشته
أتمنى من الله العلي الكبير أن يجمع كل حبيبين
مفترقين عن بعضهم كما قال الشاعر
بله بداعتكم شكد أستاهل على هذي المساهمة
تحياتي وقبلاتي للجميع
تحية خاصة لشاعر اسير الحب
وعاشقها السيد محسن اتمنى ان تنال إعجابكم وقد حاولت شرح بعض الابيات
الصعبة ...
أسأل الله العلي القدير ان يجنبنا جميعا هذه المعاناة وتحياتي لكم ومتعة المطالعة ...
في زمن ناصر باشا السعدون مؤسس مدينة الناصرية. وفي عام 1885 تقريبا اشتهرت هناك قصة حب واقعيه بطلتها«دندوشه» أو دنادش كما يود الشاعر محسن السيد نعمه الجابري.. أن يسميها في الغالب. تلك الفتاه التي استلهم منها أعذب أغانيه وكتب فيها(999) بيتا من الشعر وعندما سئل لماذا لم تكمل الرقم إلى الألف فقال إني أرى الرقم -999- اكبر باللفظ من الألف...... فمن هذه الفتاة؟
إنها فتاة جميله جدا تدعى« دندوشه« جاء بها والدها بعد أن أبعده الشيخ ناصر الأشقر عندما كان للأخير الحكم في إمارة المنتفق أو المنتفج أبعده من منطقه ألشطره إلى ألعماره وقد أشار عليه البعض بالسكن بالقرب من السيد محسن لكون الأخير هو ابن خالة الشيخ ناصر. كما يتمتع بنفوذ ومكانة اجتماعـيه بين الناس حيث كان مهاب الجانب لدي الخاصة والعامة ليحتمي والد دندوشه بظله وحمايته فأقاما علاقة ودية بينه و بين الشاعر السيد محسن حيث إن نساء وخدم السيد محسن يقمن بزيارة بيت والد دندوشه وقد نقلن صفات دندوشه وما تتمتع به من جمال إلي مسامع السيد محسن فكان ذالك سببا في دخول هوى دندوشه إلى قلبه.
وكما قال الشاعر العربي بشار بن برد:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة.........والأذن تعشق قبل العين أحيانا
هكذا تمكن هوى دندوشه من التحكم بعاطفته حتى جعله هائما لا يستقر له حال ومما زاد من عشقه لها وبحكم العادات والتقاليد كأبناء الريف انه لا يستطيع رويتها, ولكن هذا لا يمنع الشاعر السيد محسن من البوح بهذا العشق... فكتب فيها الأبيات الشعرية والتي حفظها الرجال وتغنت بها النساء مما ذاع صيته بين القبائل فنصحه معظم الناس بالكف عن هذا العشق خوفا على مكانته الاجتماعية. وخصوصا أبناء عمومته فلم يستمع إلى ذالك من الجميع,
ثم تمر الأيام ثقيلة عليه فيتقدم ليخطبها من أبيها. ولكن أباها رفض الطلب جريا على عادة العرب في السابق حيث لا يزوجون البنت عندما تشاع الأخبار عن علاقتها بشخص آخر و ذلك لإثبات عذريتها .
وقد أدى ذلك إلى تمسك السيد محسن بمحبوبته فأصبح هائما لا يهدا له بال ولا يستقر له حال واصفا ذلك في هذا البيت الشعري....
ابــيا وادي تنابيني ونــــــاوين.................وانا اين
تـوّن دندوشه ابشوگي وناوين............. و انا كذالك
اهلها شلون رادتهم وانـــاوين...............ماهي نيتهم
حچولي بالگطع و اگطعوا بيـــــــه
و قد تزوج في حياته ثمانية نساء, كانت ثلاث منهن قبل أن تدخل دندوشه حياته وكانت من بينهن زليخه أخت الشاعر حسين ألعبادي وهو الرائد في شعر الأبوذية, وقد عاتبته ذات يوم عندما رأت منه الإعراض عن زوجاته و الانشغال بدندوشه, فأجابها..
لهلچن يا حطاري البر لهلچن
وعلیچن لاأگطع الفیة لأهلچن
جغاسي اخذي زليخه ولهلچن (جغاسي زوجته الثانية)
عواد و ما بچن وحده طريه
وعلیچن لاأگطع الفیة لأهلچن
جغاسي اخذي زليخه ولهلچن (جغاسي زوجته الثانية)
عواد و ما بچن وحده طريه
ثم عاش فتره من الزمن منعزلا عن الناس جاعلا من حب دندوشه سجنه الجميل وعذابه سجانه فكتب يقول.....
حبيبي دگ بذرعانه والچتاف ....الاكتاف
بضلعي كاسر اللبي ولچتاف...اللبي والاكتاف اجزاء فالة الصيد
رضيت بحبس دندوشه و لچتاف......الكتاف
وهي سجانتي و تفتر عليـــــه
وذات يوم خرجت دندوشه من بيت أبيها يحيط بها الخدم قاصده إلى بيت رجل صابئي بالقرب من دارها لشراء قطعه ذهبيه *حجل* فشاهدها السيد محسن لأول مره في حياته فقال لمن حوله مشيرا لها . إن هذه دندوشه بلا شك, و ما إن سمع الجواب ب *نعم* حتى سقط مغشيا عليه. فشاهدت دندوشه حركة الرجال حول السيد محسن جاءته مهرولة حتى وقفت عليه ودموعها تجري على خديها ففتح عينيه وكأنه أحس بوجودها فقال بلوعة و ألم.....
صبي یـــــا دمـــــــوع العين صبي
وعلى خشف الطلع من بيت صبي
لــوّني موش مسلم صرت صبي
وصوغ احجــــول دندوشه بديه
بضلعي كاسر اللبي ولچتاف...اللبي والاكتاف اجزاء فالة الصيد
رضيت بحبس دندوشه و لچتاف......الكتاف
وهي سجانتي و تفتر عليـــــه
وذات يوم خرجت دندوشه من بيت أبيها يحيط بها الخدم قاصده إلى بيت رجل صابئي بالقرب من دارها لشراء قطعه ذهبيه *حجل* فشاهدها السيد محسن لأول مره في حياته فقال لمن حوله مشيرا لها . إن هذه دندوشه بلا شك, و ما إن سمع الجواب ب *نعم* حتى سقط مغشيا عليه. فشاهدت دندوشه حركة الرجال حول السيد محسن جاءته مهرولة حتى وقفت عليه ودموعها تجري على خديها ففتح عينيه وكأنه أحس بوجودها فقال بلوعة و ألم.....
صبي یـــــا دمـــــــوع العين صبي
وعلى خشف الطلع من بيت صبي
لــوّني موش مسلم صرت صبي
وصوغ احجــــول دندوشه بديه
ثم وفي موضوع آخر يقول...
يعين الريم يالمارج من احذاي
سهيت وفلتن اجدامي من احذاي
بچیت انه و بچه جاري من احذاي
وبچت حتى *جغاسي* الصالحــيه
وبعدما
وصلت العلاقة إلى ذروتها أخذت لقاءات السيد محسن تتكرر مع عشيقته وذاع خبر
عشقها غير المتكافئ من كل النواحي وكان السيد على عادته يدون كل تفاصيل
هذه اللقاءات رغم السرية التي كانت تطبع هذه المقابلات
فهو
يدون للعشق أكثر مما يحاول التكتم عليه وعلى أسراره، فجميع الحوارات التي
كانت تدور بينه وبينها مع تصوير كامل لكل خصوصيات هذه الفتاة الجميلة:
انطبك همج يدندوشة معادين
وكل الناس بهواكم معادين
كتله منين كال أهلي معادين
أهل داب السمر نبني حنيه
وكل الناس بهواكم معادين
كتله منين كال أهلي معادين
أهل داب السمر نبني حنيه
فقد
بانت (دندوشة) على حالها الحقيقي فرغم النسب المتواضع لهذه الفتاة
"المعيدية" التي لا تليق برجل من ذرية الرسول (ص)، ورغم معاداة جميع الناس
لهذا الحب، لكن السيد غير مكترث بهذه الأمور التي لا تكتسب لديه أية أهمية
من أي نوع، ولم تقف المسألة عند هذا الحد وحسب، بل إن السيد محسن يتجاوز
عدم الاكتراث هذا إلى مناطق اخطر منه وأكثر ممنوعية في العراق الريفي إذ
يعلن عن استعداده أن يتحول من رجل العشيرة الأول إلى "بهلوان" يستجدي نظرة
فرح واحدة من عيون هذه الفتاة "المعيدية" ويعطي وثيقة صريحة لهذا التواضع:
أسوهي شبه المصفر بها الوان
يجت الدمع من عيني بها الوان
اصيرنلج يدندوشة بهلوان
كيفي يا بعد شيبي عليه
اصيرنلج يدندوشة بهلوان
كيفي يا بعد شيبي عليه
فالظاهر أن السيد محسن كان يفرغ ذلك الكبت المتولد من كثرة اللائمين له على هذا العشق غير المتكافئ، فهو يسرف في التواضع أمام هذه الفتاة عادية النسب بقدر ما يفرط في رسم صورتها الجمالية من خلال حشد هذه الأوصاف الموغلة في الإطراء على هذا الجمال الاستثنائي
كحيلة وتسبك الدمعة من الدف
كطن ياصدر دندوشة من الدف
بسك عيزت اجفوفك من الدف
انت مغرم وانه النيران بيه
كطن ياصدر دندوشة من الدف
بسك عيزت اجفوفك من الدف
انت مغرم وانه النيران بيه
فالحالة النفسية للسيد تظهر وتطغى على كل هذه الأبيات المتقدمة التي يحاول فيها حشد كل مفردات الإثارة والجمال وشحنها بحالات الميتافيزيقيا والروح ليعطي للآخرين الصورة الحقيقية لهذا العشق العذري الذي لم ولن ينضبط تحت أية قوانين عرفية واجتماعية في نظره هو لأنه ومن خلال ما تقدم كان يواجه الآخرين، فكان عليه أولا إقناعهم بأن سلطة العشق أقوى من سلطة العرف، ثم يواصل طريقه هذا نحو الحلم الذي كان يحاول الوصول إليه، ولعله كان يعتقد أن مشكلته الوحيدة أمام الحلم هي العرف والفوارق الاجتماعية، التي بينه وبين هذه الفتاة، فزواجه السابق بأكثر من واحدة، بالإضافة إلى المسافة الزمنية بينه وبين "دندوشه" تلك الطفلة التي ربما تكون بعمر حفيدته كل هذه الأشياء كانت بسيطة بالنسبة إليه مادام سيحصل على "دندوشه" ـ الحلم ـ لذلك بادر إلى خطبتها من أهلها رسمياً متناسياً تلك القاعدة المستحيلة الاختراق في الجنوب العراقي التي تنص على أن "البنت لابن عمها" وليس لأحد الاعتراض على ذلك حتى أب البنت نفسه، فلما سمع أبن عمها بذلك بادر إلى "النهي" عليها ومنعها من الزواج من أي احدٍ حتى لو كان السيد محسن الجابري بكامل ثروته الاجتماعية والمادية، متجاهلاً تلك الحالة الروحية المتحدة بين سيد محسن وابنة عمه دندوشه، فهؤلاء الناس لا يعرفون الروح لأنهم موغلون بالمادة والجسد وهذا ما جعل السيد محسن خائفاً من ضياع دندوشه الجميلة
بيا وادي تنابيني وناوين
تون دندوشة ابشوكي وناوين
أهلهه شلون رادتهم وناوين
حجولي برحم لو يكصون بيه
فهذه
التساؤلات لا تريد إجابة أبداً لأنه لا يتوقع أن دندوشه ستكون من نصيب آخر
غيره، فمن يكون هذا الغير الذي لا يستطيع أن يوقف سيل الكلمات العاشقة
التي أسست لهذا الوجد الصوفي وشيدت أكبر مملكة حب على أرض الريف العراقي،
لكن الأمور تسير على نحوها الطبيعي وفق الحتمية العشائرية التي لا يجرؤ أحد
على اختراقها، فها هو الخبر ـ المشؤوم ـ يطرق مسامع السيد محسن، فدندوشة
التي وصفها بأجمل الأوصاف ووهبها دينه ودنياه متنازلاً لها عن كل شيء،
ستكون من نصيب هذا الجاهل بقيمتها وليس "لمحسنها" إيقاف هذه الكارثة بحق
العشق.
والسيد محسن لا يمتلك شيئاً سوى الكلمات أمام هذا الموقف، لذلك راح يجرد أبشع هذه الكلمات لجلد سارق الحب ومحاكمته تاريخيا، ليدون بذلك أجمل بيت من شعر "الأبوذية" استطاع من خلاله حشد أرق الصور وأعذبها إلى جانب أبشع الصفات وأوحشها، ليدون المفارقة العجيبة التي آلت إليها رحلته مع دندوشه الجميلة والحبيبة وكيف ستكون من نصيب أبن عمها الذي وصفه بأبشع صفة في هذا البيت:
اذرعت اجعود ساهي العين ينباع
ومن راس الخدود الورد ينباع
اشلون الدر على الفحام ينباع
يعدمه وتدعّي احواله رديه
أهلهه شلون رادتهم وناوين
حجولي برحم لو يكصون بيه
فهذه
التساؤلات لا تريد إجابة أبداً لأنه لا يتوقع أن دندوشه ستكون من نصيب آخر
غيره، فمن يكون هذا الغير الذي لا يستطيع أن يوقف سيل الكلمات العاشقة
التي أسست لهذا الوجد الصوفي وشيدت أكبر مملكة حب على أرض الريف العراقي،
لكن الأمور تسير على نحوها الطبيعي وفق الحتمية العشائرية التي لا يجرؤ أحد
على اختراقها، فها هو الخبر ـ المشؤوم ـ يطرق مسامع السيد محسن، فدندوشة
التي وصفها بأجمل الأوصاف ووهبها دينه ودنياه متنازلاً لها عن كل شيء،
ستكون من نصيب هذا الجاهل بقيمتها وليس "لمحسنها" إيقاف هذه الكارثة بحق
العشق.
والسيد محسن لا يمتلك شيئاً سوى الكلمات أمام هذا الموقف، لذلك راح يجرد أبشع هذه الكلمات لجلد سارق الحب ومحاكمته تاريخيا، ليدون بذلك أجمل بيت من شعر "الأبوذية" استطاع من خلاله حشد أرق الصور وأعذبها إلى جانب أبشع الصفات وأوحشها، ليدون المفارقة العجيبة التي آلت إليها رحلته مع دندوشه الجميلة والحبيبة وكيف ستكون من نصيب أبن عمها الذي وصفه بأبشع صفة في هذا البيت:
اذرعت اجعود ساهي العين ينباع
ومن راس الخدود الورد ينباع
اشلون الدر على الفحام ينباع
يعدمه وتدعّي احواله رديه
بعد أن حاول السيد محسن تصديق هذا الخبر، كان عليه أن يعمل شيئاً ما فلم يجد سوى الكلمات لتكون الشاهد على عذابه وشقائه، لكن كلماته هذه المرة جاءت مزيجاً من التناقضات، ففي بدايتها كانت غاية في الرقة والعذوبة والدفء فمن وصف للجدائل "الجعود" بأنها كانت تملأ "الحضن" مروراً بالعيون الناعسة، ووصلاً إلى منبع الورد من أعلى خدود "دندوشه" وانتهاءً بوصفها "درة" ليصل إلى ذروة الحدث، متسائلاً وبكل هذه المقدمات التي ساقها بعذوبة ورومانسية، عن كيفية بيع هذه الدرة إلى فحّام قذر لا يمتلك سوى إتلافها والعبث فيها لكن هذا "الفحّام" لا تهمه هذه الكلمات اللاذعة لأنه لم يكتو بالحب ولم يكابد الشوق الذي كابده السيد محسن و دندوشته المسروقة، فجميع هذه الأبيات التي تقدمت تؤكد إن دندوشه لم تكن اقل قلقاً من محسنها وأنها كانت تواصل مع اللحظة باللحظة والدمعة بالدمعة، ولعل في هذا البيت ما يؤكد ذلك، فهو يقول" تون دندوشة بشوكي ونا وين" فقد كان أنين الشوق متبادلاً بين العاشق الشيخ والمعشوقة الطفلة ليتواصل هذا الأنين مخترقاً كل الممنوعات والمحذورات، ليصل ذروته حينما يتأكد خبر زواجها من ابن عمها، فقد ظل السيد محسن يدون كل ساعات بأبيات توثق المحنة المتبادلة التي يكابدها هذان العاشقان.
وفي إحدى الليالي التي لم ير فيها طعم النوم قال معاتبا محبوبته دندوشه....
من مثلي يون بالكون ون تام... انين تام
بس انه و چثیر الويد ونتام... اصبح بيني و بينه انتماء
علي نومي ايتنغص دوم ونتام... و انتم
سرت بعيونكم نومه هنيـــــه
و أصبح ذات يوم مبكرا فشاهد الإبل بالقرب من بيت والد دندوشه و هي تستعد للرحيل وقد قام الرجال بوضع ألواح من الخشب على ظهر الإبل تسمى *حيازه* فنادى الشاعر السيد محسن على الرجل الذي يقوم بخدمته اسمه *شاطي*...
يشاطي الزمل برك حيزوله....وضعوا له الحواجز
گـــــلوب الرحم گلت حيزوله...............يحجزونه
هم یگبل و اگـــــولن حيزوله.........*الزول* الشكل
هله يالحاشك الباري عليـــــه
و لما اخبره شاطي بأنهم يريدون الرحيل إلى ألبصره التي تسمى آنذاك الميناء. نزل هذا الخبر على قلب و عقل السيد محسن نزول الصاعقة, و في هذا الوقت كان يمسك بإبريق فيه ماء ينوي أداء فرض الصلاة فضل ماسكا بالإبريق سائرا خلف الإبل ينشد الشعر و هو يخاطب قائد الإبل *الحادي*....
يحادي الضعن ريض و انه اسلكم..........وو اسالكم
اريــد ارفج معاكم و انه اسلكم............... سلوة لكم
تره تسلون حيلي و انه اسلكم.... اصيبكم بمرض السل
هوى البيكم تنشه و ماتهيه
******
للميناء اكد غوجي ولاعن....... له اقصد
لحين اينوحن اعليه ولاعن...من اللوعه
بارض المنتفج لا اسكن ولاعن....لااستقر
دندوشه مشت وشبعد ليـــــه
********
محنه مامحن غيري محنه....المحنه
سبيب اشقر على متونه محنه...الحناء
لون بگلب دندوشه محنه....العاطفه
چامن غربت وصت علـــيه
ثم أراد أن يؤرخ يوم الرحيل لما له من وقع في نفسه فقال :
تحب روحي ترافجهم وتسعه..السعي
غرامك الم بجروحي و تسعه.... الاتساع
سنة الف و ثلث ميه وتسعه
بربيع اول ضعنهم گطع فيـــه
غرامك الم بجروحي و تسعه.... الاتساع
سنة الف و ثلث ميه وتسعه
بربيع اول ضعنهم گطع فيـــه
عاش الشاعر السيد محسن بعد رحيل محبوبته دندوشه إلى ارض ألبصره أصعب أيام حياته و كان شارد الذهن لا يستقر له حال. يلاحقه خيال دندوشه وصورتها لا تفارق عينيه و كان أول خبر يصل إلى مسامعه بعد زواج دندوشه وقد رزقت بولد من زوجها فكتب يقول....
تهدي من نسيم الريح يابت
ومن گلبي انگطع بتين يابت
من گــالو دنادش ولد يابت
گلت هالساع صارت موش اليـــــــه
ثم عدل عن رأيه قائلا في نفسه ليس من الوفاء ترك هوى دندوشه والتخلي عنها,,,,
لفه خطچ يدندوشه و تاني.... اتى اليه
ومن حيلي انگطع حبل ال وتاني... الوتين
اظل انطر لبنت بنتچ وتاني..........انتظر
و بلكت من بزرها ايحن عليـــه
وإن كان السيد
محسن قد استعاض عن اسم دندوشه في البيت (ينباع) بأجمل الصفات، فها هو
يستمر في ترصيع أبياته بهذا الاسم الجميل الذي احتل مساحات واسعة من عالمه الشعري، مدوناً أقسى حالات الحزن التي يعيشها بعد صاحبة هذا الاسم، فهو لا يمتلك شيئاً بعدها، وكان وجودها في عالمه أمراً في غاية الضرورة بل هو مرهون بوجوده، لذلك فهو لا يريد أن يستسلم لفترة عدم وجودها وظل يطّوق نفسه بفسحةٍ من أمل أسس لها مجنون ليلى:
وقد يجمع الله الثنينين بعدما
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
وكاد
أن يجمع الشتيتين لولا حبال الفراق المحكمة بإتقان ولؤمٍ، ففي ذات يوم من
الأيام كان السيد محسن الجابري قاصداً إحدى مزارعه في شواطئ الريف العراقي
برفقة ولديه "جابر ونعمة" ونسائه "زنوبه وجغاسي"، لم تكن هذه الأرض
الزراعية قريبة من سكنهم لذلك كان عليهم قطع مسافة ليست بالقصيرة للوصول
إلى هناك، وعندما وصلوا بعد عناء وتعب، ذهب السيد لتفقد أحوال الفلاحين
بينما ظل الولدان يلعبان مع أقرانهما بين خصائل القمح المملوءة بالحياة،
وفي هذه الأثناء علمت دندوشه التي كانت وبمحض الصدفة تعمل هناك في حصاد
القمح مع زوجها، علمت بوجود السيد محسن طبيبها الأول وحبيبها حينما شاهدت
ولديه يلعبان، فقامت إلى "نعمة" فأوصته أن يبلغ أباه بوجودها مؤقتاً في هذه
المزرعة، فحمل "نعمة" وصية معشوقة أبيه بعدم اكتراث بما أنساه أن يخبر
أباه بالوصية لحين عودتهم إلى بيتهم وتحديداً بعد أن قطعوا من المسافة
أكثرها، تذكر "نعمه" ذلك فأخبر أباه بما أحملته دندوشه من كلمات ظاناً
وببلادة الاطفال احياناً بإن هذه الوصية لا تشكل شيئاً مهماً عند أبيه، لكن
ردة الفعل التي واجههم بها أبوه كانت ما لا تترك شيئاً من الشك في قلب أي
إنسان بسمو هذه العلاقة التي لم يؤثر عليها الزمن ولا الظروف التي كانت
تمنع على المرأة الاتصال بأحد مادامت متزوجة، لكن دندوشه بوصيتها لمحسنها
كانت تبادله نفس الشعور المعبأ بالأشواق، لذلك كانت ردة فعل السيد هي أن
ترك أبناءه ونساءه في منتصف الطريق القفر عائداً إلى دندوشه التي كاد أن
يراها لولا بلادة ابنه الذي أراد عقابه على ذلك النسيان فتركه ومن معه
عائداً إلى هناك، فعشق دندوشه طغى على خوفه على أولاده ونسائه. فوصوله إلى
الفلاحين رسم علامات التعجب على وجوههم من رجوعه. كما طبع على شفاههم
علامات التساؤل عن مرافقيه الذين كانوا ضمن مركبه. أراد السيد أن يخفي
إشارات الحزن التي ارتسمت على وجهه، عندما لم يجد دندوشه بين هولاء. لكن
البيت التي تسارعت كلماته بالإفلات لتفضح السيد محسن، حكى جميع الحادثة
للناس وبكل تفاصيلها .
وهكذا ختم الشاعر السيد محسن حياته بعد أن ترك تراثا ضخما من شعر الأبوذية مطبوعا في ذاكرة الزمن و تحتفظ به ذائقة المحبين للأدب الشعبي, رحل تاركا بصمات واضحة في سجل المبدعين كأحد أبناء جيل الرواد الذين أنجبهم رحم مدينة سوق الشيوخ.
ها يا أحبائي شنو رأيكم بالقصة ؟؟؟
أكيد كلكم تأثرتو بحزن وحب العاشقين السيد محسن ودندوشته
أتمنى من الله العلي الكبير أن يجمع كل حبيبين
مفترقين عن بعضهم كما قال الشاعر
أرى البينَ يشكوه الأحبة َ كلهم
فياربِّ قرب دارَ كلِّ حبيبٍ
فياربِّ قرب دارَ كلِّ حبيبٍ
بله بداعتكم شكد أستاهل على هذي المساهمة
تحياتي وقبلاتي للجميع
تحية خاصة لشاعر اسير الحب
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:53 am من طرف samehfr
» حظك اليوم2-12-2011 , حقيقة الابراج , شاهد برجك
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:49 am من طرف samehfr
» القاب الرجال والنساء من كل برج
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:48 am من طرف samehfr
» فقط فتشي عن برجكِ لتعرفي أي نوع من الأمهات أنتِ
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:48 am من طرف samehfr
» ابراج اليوم الاربعاء 4-4-2012 الابراج الفلكية الأبراج ليوم 4-4-2012
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:48 am من طرف samehfr
» برجك يوم الثلاثاء(25/10/2011)
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:47 am من طرف samehfr
» ابراج يوم 24/6/2011
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:46 am من طرف samehfr
» حظــــــــــــــك ليـــــــوم الاربعـــــــــــاء 26/10/2011
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:45 am من طرف samehfr
» تحليل شخصيتك اكتشفها بنفسك
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:45 am من طرف samehfr
» مقياس عصبية كل برج
الأربعاء يونيو 03, 2015 3:45 am من طرف samehfr