الى كل امراه

إمـــــــــرأةُ المطـــــــر~:: إهداء لكل إمرأة من بغداد

إمرأةُ المطر

تتَجولُ بين أزقتِ بَغدادَ المُظلِمهَ

وبين كَفيها قَطراتُ المطرْ

أزِقةُ بَغداد ألتي أصبَحتْ مَهجُورهَ

وإمرَأةُ المطر تُنادي مِنْ بَين كُلِ هَمرْ

تُنَادي والدُموعُ عَلىَ خَديهَا

أينَ أصَبحتُم يا أهلَ بَغدادِ...؟؟

وَصَوتُهَا يَسمَعهُ حَتىَ القَمرْ

إمرأةٌ تهَذي بَين أطيَافِهَا

وأنا أستَمِعُ لهَا حَتى السَحرْ

فأُناديهَا بِكُلِ شِجُوني وعَنفواني

لأنتَشِلُها مِنْ بَين القَهرْ

حُزنُها قَد أدمَاهَا

وبَكَتْ حَتى أبكتْ الحَجرْ

ليسَ هُنَالِك مِنْ يُداوِي جِراحُهَا

ألَتي مَزقتهَا أيام الخَطرْ

حُزنَها مَقَامٌ عِراقِيٌ

يُعزَفُ عَلىَ ظِفاف النَهرْ

فَأمطَرتْ سَماءَ بَغَداد فَوقَ أمطَارِهَا

ولِصُراخِها هَاجتْ حَتى أمواج البَحرْ

مَضتْ تَتَجولُ بَين أزِقتِ بَغدادِ تُحادُثُ نَفسهَا

إلىْ أينْ أمضي وإلىْ أين المفرْ

وَبَدأتْ تَكتُبُ عَلى جُدران بَغداد بِذكرَاها

وتتَذكَرُ ليَالي بَغدَاد وَ حفَلاتِ السَمرْ

فإزدَادتْ حُزناً فَوقَ حُزنَها

وبَقتْ خَائفةً لاَ تَعرِف المنُتَظرْ

فخَرَجتُ لها مِنْ بَين أضواءِ الشوارع
وحَملتُها بَينَ ذِراعيَه وتحتْ المَطرْ

فاَبكتْ وَبكتْ بَين ذِرَاعِيَه

وشَهَقتْ شهقَتُهَا الأخِيرةُ عِنَد أذان الفَجرْ

فاطَافتْ رُوحَهَا فوقَ بَغدادِ
وَجسَدهُا سَكَنْ بِسُكنَاهُ كَأنهُ أنَتحَرْ

فانهمَرتْ دُمُوعي فَوقَ وَجهُهُا
وَقَلبي تَوقفَ نَبضَهُ وَ نفَجرْ

فإنَ كُلَ إمرأةٌ في بَغدادِ
هي
إمرأةُ المطر
.
.
.
.
.
.
بقلم
أوس الطائي


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]